أسباب الجريمة

أسباب الجريمة

تمهيد: أصبح في حكم المؤكد أن الجريمة إقليمية أي تختلف من مجتمع لآخر حتى مع وحدة الفعل الإجرامي و عليه فإن التحكم فيها يستوجب ردكالية التحديات المقصودة و غير المقصودة في المحيط الاجتماعي.

أولا: الظروف العامة: المتمثلة في عدة جوانب على الصعيد الوطني أهمها:
1 - الضغط السياسي يولد بين الطبقة الحاكمة و المحكومة نوع من الفتور.
2 - الضيق الإقتصادي يجعل المجتمع يستهلك أكثر مما ينتج.
3 - توتر العلاقات الإجتماعية تقطع الصلة في عدة منظمات خاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بالخدمات العامة.
4 - الإعلام الملتزم خاصة القنوات الرسمية مثل وكالة الأنباء و التلفزة العمومية و الإذاعة الوطنية مصداقيتها مرهون بالسبق الإعلامي و التصدي للأخبار الكاذبة و إظهار المروجين لها.
5 - العدالة و دورها في حماية الحقوق مثل الأخذ بيد المظلوم و القصاص من الظالم.
6 - الغزو الحضاري بشتى أنواعه و مجلاته و ثقافته في أى دولة يقع عليها الزحف.
إن هذه الظروف تحدد لنا مقياس الدوافع أو الأسباب التي تقوم الجريمة       و تنوعها مثل الإختلاسات عن طريق التهريب أو التحويل لعائدات الإقتصاد        و السياحة و الإنتاج الحيوانى و البحري و الزراعي... الخ فمرجعها عوامل منها:

ا)- العوامل الخاصة: الأشخاص المرتكبون للجريمة و موضوعها و وقت تنشيطها و الملابسات فيها كلها أسباب محركة لها فتكثر الجرائم ذات الطابع الشخصي من الضرب و القتل و هتك الحرمات.

ب)- العوامل القانونية: كأدوات بقاء نظام جبائى معين في حين يتصور الكثير من التجار أنها جريمة السلطة الحاكمة في حقهم و ان التهرب من دفع الضريبة المالية مثلا على الفوائد لا يعتبر جريمة لكون المال عند عدم دفع الضريبة لا يوصف بفعل إجرامي حيث لا يظهر عند الإستلاء عليه ببقائه في حوزة صاحبه و يؤكد المتهربون من الضريبة أن دافعها هو إنسان ساذج و عليه فمكافحة الجريمة لا تعنى الشخص و محيطه الخاص أي الأسرة و الأصدقاء بل أيضا المتماطلون في دفع حركة تغيير دواليب تنظيم المجتمع من مرحلة إلى أخرى.

كما أن الإبقاء على الإجراءات القانونية الروتينية التي تتصدى للأسباب الوقتية مثل الدوريات و الحراسة و المراقبة و التوقيفات و الإستدعاءات من طرف أجهزة الدولة تجعل المجرم المعتاد على الإجرام يدرس بدقة النتائج اللاحقة من الجهة المنتظر تحركها للوصول إليه.

ثانيا: الظروف الخاصة: تخضع لعدة مقاييس حسب ما يلي:
1 ـ ذاتية المجرم الإتجاه السائد في هذا العصر يقطع الشك بان مركز الإجرام ينبع من المجرم خاصة بعد إقترافه للجريمة و تسليمه للعقوبة فالسجن عنده بمثابة عطلة تحسين الأداء في مستقبله الإجرامي خاصة و ان القائمين على إصلاحه ليست لهم القدرة على تحسيسه سوى أنه مثل الذين سبقوه إلى ذلك المكان و أبعد من ذلك أن العاملين في الميدان يؤكدون ان المجرم يختار فصول السنة التي يقترف فيها الجريمة بل حتى المواسيم الوطنية لأنه يعرف التسامح السياسى.

2 ـ رد فعل الضحايا لا ينصب على ظهور شخص من الواجب مساعدتهم له بان ينصحوه أن ما يفعله غير مقبول لديهم بل يسعون في التفكير العميق لكيفية الإنتقام و هذه صورة تضاعف الإجرام أضف إلى ذلك أن المتضرر لا يستفيد من التعويض في الوقت المناسب.
3 ـ الوسط الأسرى و الشارع وجهان لعملة واحدة نظرا لتعقد الحياة        و متطلباتها المختلفة حيث أجبرت رب الأسرة إلى عدم الإهتمام بالتربية و التوجيه بل بات يسعى إلى تحفيز الأبناء على العمل المبكر ليخففون عليه عبء المصاريف العائلية و الظهور بالإكتفاء الذاتي.

ثالثا: الأسباب العملية: تنحصر في معايير بعضها طبيعي مثل جغرافية الإجرام و آخر ذو خلفيات قد تكون توجهي لنظام خفي معاكس للظاهرة أو الإعلان عن الإنتماء لمشاريع إجرامية تخصصية أو تحقيق قوى الشر لمسار حياة شخص غير معين فقد أكدت الدراسات السيكولوجية أن الإنسان يعيش و معه الجريمة معين ليس فقط بنوعه ذكر أم أنثى أو مرحلة البقاء صغيرا، شابا، شيخا بل حياته لكل شخص بتركيبة نفسية و عضوية تخص محور حياته كنقطة سوداء نائمة فهي منطوية فيه و عليه يجب الإنطلاق في كل مرة عند الدراسة لمسببات ظهور تطور الجريمة من البداية أي نقطة السفر على أساس أن لكل إنسان شخصية تحتم الإعتداد بها لوحدها قبل أي شيء و الإجابة على لماذا وصل إلى الإجرام على الرغم أن الجريمة هي رمز في كل شخص و تكبر و تصبح كل تصرفاته تتقيد بذالك الرمز عندما تفتقر إلى السند المعنوي و لقد أكد الباحثون في مجال الإرهاب أن الإفتقار إلى العدالة من أهم الدوافع إلى الإنظمام لمجموعات التي تمارس الإرهاب.
1 - النزاعات المسلحة سبب لتزايد الإجرام و نتيجة لتنوع إقترافها و طرق مصادرتها.
2 - الإجرام المباشر أي التصفية الجسدية تشجع الإجرام ليتغلغل داخل أجهزة الإدارة العمومية مثل حادثة القاضي جريرانى فالكون بإطاليا و رئيس الحكومة البناني رفيق الحريري. و هذا عامل ترهيب للعاملين في قطاعات مكافحتها.
3 - ظهور مدارس إجرامية قارية مثل المافيا الإطالية و الثالوثية الصينية    و الياكوزا اليابانيا و الإجرام الأمريكي بقواته السرية و الشجاعة الإجرامية و رد فعلها الجزائري.

الأسباب العلمية: بعد الدراسات و الأبحاث الإجتماعية في أغلب دول العالم تأكد:

1 ـ الإعتراف بأن الظاهرة الإجرامية فعلا إجتماعيا عاديا و ليس شاذا.
2 ـ التأكيد بأن الظاهرة الإجرامية ليس سلوكا مكتسبا بل إنسانية دائمة.
3 ـ لفظ الجريمة موجه لشريحة إجتماعية أو أفراد أو جماعات في ثقافة أغلب الدول و الشريحة الأخرى عند إرتكابها للجريمة توصف بعدم القناعة بمردود موقعها.