الجريمة المنظمة ( الجريمة العابرة للأوطان) المادة 612 مكرر إجراءات جزائية جزائرية

الجريمة المنظمة ( الجريمة العابرة للأوطان) المادة 612 مكرر إجراءات جزائية جزائرية


تمهيد: هذه الجريمة يتميز عنصرها الأساسي بالتنظيم المحكم الذي يتقاسم أفرادهـا العمل و يختص كل مجرم أو عدة مجرمين بجزء منه سـواء بالتحضير أو بالتنفيذ أو الحراسة بحيث يستـخدم قادتها الذكاء و التخطيط بوسائل علمية       و مادية في جرائم متداخلة فيما بينها حيث كل مجموعة منها تكمل الأخرى لاستمرارها لأن بقاءها يضمن تزايد الربح اللاشرعي الذي يشجع الانضمام أكثر إلى شبكات الإجرام في شكل نقابة قد تكون قارية أو دولية أو عالمية و لهم تقاليد إجرامية ممتدة عبر عصور تاريخية.

خصائصها:
       1- التخطيط و السرية: غالبا ما يظهر مظهرها الشرعي بسبب المجرمين المؤهلين بالخبرة و الدراية في مجال الحراسة أو التنفيذ و إخفاء الآثار و الأدلة بمجرد وقوع الجريمة و هذا يؤكد صعوبة الوصول إلى مرتكبها أو مطاردة فاعلها و اكتشاف أي أثر منها إلا بعد فترة طويلة من اقترافها.

       2- الاحتراف: ذلك أن الجريمة المنظمة هي مجموعة من الأفعال الإجرامية      أو الجرائم من أولويتها الصبغة المالية و الثراء في أقرب وقت ممكن لكسبه و هذا الاحتراف الشرعي الذي يمنع الفرد بالاستيلاء على مجموعة من الأموال في مرحلة واحدة و بالتالي فالإحتراف في الجريمة المنظمة يقلل من المخاطرة و انعدام الإهمال و سوء التصرف، لأن المجرمين فيها يملكون مؤهلات و نفسيات ذات مظـهر الرهبـة و القـوة و الضغط على أي شخص يقابلهم أو يتحداهم في عملهم اللاشرعي حتى أمام الشرطة القضائية أو العدالة الجنائية حيث هدفهم الأساسي هو التصفية الجسدية لكل عضو فيها يتنكر لها أو شرطي أو قاضي يتحدى نشاطها مثل حادثة القاضي الإيطالي الذي كلف بمكافحة ملف المافيا الإيطالية.

3- التعقيد: حيث السلوكات الإجرامية التي تتجاوز تصورات القانون وبالتالي وصفتهم بعض القوانين بجرائم و مجرمين في غير متناول القانون.
               
4- التوسط لحل المشاكل: لدى هذه التنظيمات القدرة الكبيرة على توظيف الأشخاص وإدماجهم في مصالح الدولة و الاستيلاء على كل مشروع يخدم المصلحة العامة وفي بعض الحالات يستخدمون النساء و الأشخاص ذوي الحصانات          و الإنتماء إلى الطبقة الفقيرة لمساندتهم من أجل كسب دعمهم و ثقتهم وهكذا يجدون أو القيمة الإجتماعية في الدولة فيكونون جبهة موازية للدولة.

       5 التضامن: هذه التنظيمات تستعمل الظهور بالوقوف مع المجتمع ضد الظواهر الإجرامية المتواصلة بتبني شعارات مختلفة الرؤية و غالبا ما تكون هذه الشعارات تعبر عن العامل الإيديولوجي و التصرفات الإنسانية ظاهريا و الفرصة للعمل الإجرامي وسط شرائح المجتمع الأكثر شعبية.

الجرائم المتعلقة بالجريمة المنظمة:
الإتجار بالمخدارت:  إن إدخال هذه التجارة في سياق الإقتصاد في أغلب الدول الفقيرة و تطويع التكنولوجية بأساليب مختلفة التي تزيد من تعقد المنبهات      و المسكرات في الوظائف الصحية و النفسية و العقلية.

الإتجار بالأسلحة: و خاصة في حالات الأزمات الدولية و النزاعات المسلحة داخل الدول.
القرصنة: الجوية و البحرية و اللصوصية بصفة عامة.
إستغلال التجمعات العامة: الحضور الدائم في الملتقيات الدولية في إطار الدفاع عن مبادئ المواطنة كحماية السكان الأصليين قصد تفريق الجهود الدولية لمكافحة الإجرام الجديد و خاصة الإرهاب.

أهم الأنشطة الممارسة من قبل المنظمات الإجرامية: إن الأنشطة التي تمارس من طرف العصابات المنظمة عديدة و مختلفة و ليس لها تحديد فكل عمل من شأنه أن يدر أموالا طائلة أو يفتح باب الثراء قابلا للتنفيذ و بقدر ما يحتويه هذا العمل من خطر فالتخطيط الدقيق و التنظيم المدروس و المحكم يكفل تجاوز الصعوبات وعدم الوقوع في قبضة رجال الشرطة و العدالة الجزائية نظرا للمعالجة المسبقة لكل الإحتمالات التي تضمن النجاة و التفوق على القوانين بفضل استنباط الحيـل و إستعمال الخداع و أساليب التمويه.

عملية تبييض (غسل) الأموال: إن الأرباح التي تكتسبها المنظمات الإجرامية من تهريب المخدارت الاتجار بالأسلحة تقدر بمليارات الدولارات وهذا المدخول يوظف من جديد فـي تمويل نشاطـات إجراميـة أخـرى و يستعمل في تمويل الحصانة اللازمة للمنظمة و ضمان ديمومتها و ترسيخ وجودها، و بقدر ما تثرى منظمة الإجرام بقدر ما يزداد عدد أفرادها و نفوذها و يمكن لرؤسائها البقاء بعيدا عن الأعمال الإجرامية البحتة و الإختفاء وراء شبكة كاملة من المساعدين.

       لم تكتف المنظمات الإجرامية الدولية بإستعمال الطرق الكلاسيكية لإرتكاب جرائمها المتعددة بل أصبحت تستعمل الوسائل التكنولوجية المتطورة من أجـل ذلك و من بينها و سائل الإعلام الآلي و المعلوماتية و الإلكترونية و الإتصالات المتطورة و إستخدامها في الإحتيال و السرقة عن بعد، حيث تشكلت عصابات إجرامية متخصصة في معالجة العمليات الآلية المتعلقة بالحاسوب بالتواطؤ مع موظفي البنوك و البورصات الكبرى الذين تمكنوا من تحويل الملايين من الدولارات في وقت قصير و عن مسافات بعيدة.

الإتجار بالجنس البشرى: تلجأ المنظمات الإجرامية الدولية من أجل تبييض أموالها إلى التجارة بالجنس البشري خاصة النساء و الأطفال في النوادي السياحية    و الوكالات و الشركات المختصة في تجارة عارضات الأزياء تجلب النساء و يتم الاتجار بهن عبر مختلف مناطق العالم قصد تشغيلهن في نوادي البغاء و الرقص   و لها صلة وطيدة مع مخرجي أفلام الخلاعة و تسيير مواقع الإباحة في شبكة الانترنيت.